....
امتحان الوقت
لعبورك اليومي بين الكلمات ...
أن تراك تعاند صمتك
بالحاجة إلى الغناء
أن تذهب إليك
مطمئنا أنّ الرّيح
لن تقتلع خطواتك منك
فلك أكثر من ظلّ بين الأمكنة
كلّما عبرت الحدود الفاصلة
بين لغتين
ومنفى
كي تحرس بقاء الورد
في الذّاكرة ...
*
اتساع المخيّلة
كلّما جئت بك من موت ومنفى .
تستعيد صوتك على مهل .
وتذهب بك إلى أوقات مشمسة
لتصادق الغد.
بكلّ ما لديك من لغة
وألوان.
وموسيقى .
دون أن تجرح كبرياء الحاضر فيك .
الحاضر الذي يتشكل من حزن وغياب ...
*
كلّما اكتشفت حياة فيك
تجاهرى بالزّنبق .
أو تحدّثى عن ياسمينة عند الصّبح
أو عن بحر يلامس شاطئا في الذّاكرة .
أو عن وجه يختصر الشّعروالموسيقى .
*
أن تكونى أنت
مشبّعة بكلّ تضاريس الوقت النّابتة
من حركة الأساطير والمطر
والحياة المزركشة بالتّفاصيل .
قادرة على ابتكار المعنى.
كلّما هاجمتك الرّيح.
لتقتلع شجرة.
من فضائك المزروع بالأماني ..
*
انتباهك لرواية مؤرّخ
حاول أن يحذف يوما من سيرة الشّمس
قبل سياج .
وانتباهك لنصّ
أراد له الرّاوي
أن يكون مرآة بديلة للوقت والزّنيق .
فلتكونى نقيض السّياج
في النّص والرّواية ...
واكتب عن وقتك المشبّع .
بما لك من ظلّ بين الصّفحات وياسمين .
وكونى سردا يحتفظ برقصة يمامة على فرع شجرة ...
وبنكهة القهوة في الصّباح ...
وبمطر تشكّل في البعيد
أغنيات
وخبزا ...
*
فلك الزّمن الأكثر ثراء
من رواية حب
في أعمال المؤّرخ .
كلّما سافرت بين ذاتك وذاتك .
وعدت إليك من قسوة الحاضر بك .
وعدت إليك من البعيد بظلّك .
وكنت أنت .
وأنت تدوّن تفاصيل الوقت.
بين خيال وحقيقة .
*
اقترابك العفويّ منك.من نفسك
كلّما كتبت سطرا عن الورد .
واختبرت صدى صوتك .
دون ارتباك بين اللّغة والذّاكرة .
فلك بلاغة الحياة فيك
سرّ الوقت الممتدّ
بين سنديانة وموجة .
فكن بلادا بين سطرين
وهواء .
ومطرا .
وأغنيات ...
يتحرّر البلبل من قفص النّار .
وتتحرّر الوردة
من ارتباك العطش .
*
حفاظك على الأبجدّية من مكر الرّيح .
ابتكارك لشمعة
وأنت ترى عتمة الوقت
تسرق محتويات البيت .
الصّور .الأثاث .
والهواء العابق بالذّكريات .
أقمطة الصّغير القطنيّة .
نظّارة الزوج .الوسادة .السّرير .
أرفف الكتب .
صوت الأمّ القريبة في الصّبح والمساء .
صخب الأشقّاء المحبّب
وصخبك.
فكونى ذاتك المشرعة على الضّوء
وتجدّدى من حضورك المعلن
في الشّعر والكلمات .
*
مسار المعنى
المتشكّل من تراث الوقت
أمكنة وذاكرة .
أن تذهب بك إلى مسمّيات الأشجار
للفصول .
أن تحاور غيمة لم تمطر .
وقمرا في العتمة .
أن تصدّ جشع الأسطورة .
عن التهام صوتك .
أن تقول للذّئب:
هذا دمي.
وهذه أنيابك .
أن تخرج من حفرة البئر
مشبّعا بك .
لك القدرة على صون روحك
من الخسارة .
وحماية صوتك .
من تغلغل الرّيح فيك.
وأنياب الذّئب ..
*
وسرت سرب عصافير فيك
تلتقط بذور الصّبح
من كفّ الشّمس ...
لتدرك أنّ الحياة ما زالت ممكنة
ما بين القصيدة
وبلاغة الذّاكرة ...
*
أن تراك خارج المساحات المطوّقة
تقرأ وجهك الكونيّ
كلّما استقبلتك المرايا .
أنت امتداد وقت
يغرس في كفّيك شجرة وظلا .
وأنت صدى المرايا
كلّما هتفت
كن رفضك
لاقتلاعك منك .
أمام الرّيح المتشكّلة
وأتمسّك بك.
يتحرّر عصفور المدى المشرق
من طوق صدرك
وتتشكّل أغنية .
ويصبح الغد أقرب ...